وادي رمّ
وادٍ فيه تحلو الصحبة والسهر والاستمتاع حتى السحر، تحت مناظر النجوم وضوء القمر، إنّه الوادي الطاغي بسحره، والممتدّ بشموخ في جنوب الأردن بعيداً عن مدينة العقبة بما يقارب السبعين كيلو متراً، ويُعتبر هذا الوادي بالإضافة إلى مجموعة من المواقع الأثريّة المميّزة من أكثر مواقع الجذب السيّاحي التي يقصدها سيّاح العالم في الأردن، لا سيمّا أنّه يحتوي على أعلى القمم الجبليّة في بلاد الشام، وهما قمّتين: قمّة أمّ الدامي، وجبل رام، فيما لا تقتصر المشاهد الجماليّة فيه على ذلك وحسب، بل تتعدّاها إلى مناظر أخرى قد يُهيّأ للناظر أنّها من وحي الخيال.وصف وادي رمّ
يكمن جمال هذا الوادي الذي صُوّرت فيه العديد من الأفلام العالمية كفيلم لورانس العرب، والكوكب الأحمر الذي ظهر فيه على أنّه كوكب المريخ وغيرها من الأفلام، في قممه الجبليّة شاهقة الارتفاع، ورماله الصحراوية ذات الألوان البديعة التي تعكس تدرّجاتها إبداع الخالق، ووجود بعض النقوشات الإسلامية والثموديّة فيه، والتي يقصدها بعض السوّاح بداعي الاطّلاع، يُضاف إلى ذلك صفاء سمائه وتكشّفها عمّا تحتويه من نجوم وكواكب يمكن رؤيتها بوضوح كما لا يمكن من مكان آخر، حيث يُعرف هذا الوادي باسم وادي القمر على الصعيدين الوطني والعالمي، ولعلّ السبب الكائن وراء هذا الصفاء هو أنّ الوادي يعتبر محميّة طبيعية يُمنع فيها إنشاء الفنادق، بل يُكتفى بوجود المخيّمات السياحيّة فقط، وذلك يعني الإنارات الخافتة والبعد قدر الإمكان عمّا قد يشتت صفو هذا المكان ويكدّر على الناظر رؤية النجوم، والظواهر الكونيّة بوضوح.يتّجه السياح عادةً إلى هذا الوادي لممارسة رياضة التأمّل في الطبيعية، والخلوّ مع النفس، لما في هذا المكان من سكينة وبعد عن ضوضاء العالم، فيما تتعدّد الرياضات والنشاطات التي يمكن ممارستها فيه، فيرى الناظر السيّاح يمارسون فيه رياضات ركوب سيارات الدفع الرباعي، وتسلّق الجبال الشاهقة، وركوب المناطيد، بالإضافة إلى امتطاء الإبل والخيول للتجوّل فيها، وكلّ ذلك تحت إشراف أدلّاء سياحيين أكفاء يعطون لهذه الرحلات طابعاً جميلاً يفضّله السيّاح، وتشير الدراسات إلى أنّ هذه المنطقة الصحراوية كانت في وقت من الأوقات منطقة ذات طبيعة شجريّة كثيفة نتيجة لسقوط الأمطار فيها بغزارة قبل تحوّل مناخها إلى ما هو عليه الآن، فيما قد يجد الناظر بعض أزهار شقائق النعمان على جوانب الطرق فيه، بالإضافة إلى بعض أنواع الأعشاب الطبيّة.
الخاتمة
يُعدّ وادي رمّ منطقة من مناطق الجذب السياحي في الأردن لجماله وسحر ما يحتويه من مظاهر طبيعية كالرمال الملوّنة، والجبال الشاهقة وغيرهما، وهو ما يدفع الأردنيين للاعتزاز بوجوده، وعكس صورة مشرقة للسيّاح فيه حيث يجب التعامل معهم برقيّ، وعدم استغلالهم، بالإضافة إلى دورهم في الترويج السياحيّ لمثل هذه المناطق للسماح للعالم كلّه بالاطّلاع على حضارة هذا البلد، وجمال الطبيعة فيه.
تعليقات
إرسال تعليق